العوامل التي شكلت الغطاء النباتي عبر التاريخ بمنطقة الجبل الأخضر، ليبيا: مقاربة لاستيعاب الماضي وفهم الحاضر واستشراف المستقبل

الملخص

لنجاح أي عمليات لإدارة النظم الإيكولوجية في منطقة الجبل الأخضر، وبناء استراتيجية متينة ومتوازنة للحفاظ عليها وإعادة تأهيلها، يستوجب فهم عميق لهذه الأنظمة يشمل دراسة العوامل الطبيعية والبشرية التي تفاعلت عبر العصور لتشكل هذه الأنظمة. هذه الدراسة هي محاولة لاستعراض ومراجعة وتحليل وفهم تلك العوامل عبر التاريخ، وتم التركيز على الغطاء النباتي باعتباره مؤشراً لحالة الأنظمة الإيكولوجية. من خلال الدراسة يتبين أن الأوضاع الحالية للنظم الإيكولوجية لها ارتباط وثيق بالتغيرات البيئية عبر العصور. كذلك فالغطاء النباتي كان يمثل المورد الأهم بالمنطقة، والذي ارتبط به تواجد السكان ونشاطاتهم الاقتصادية والاجتماعية وموروثهم الثقافي، بالإضافة إلى التجاذبات والحركات السياسية عبر التاريخ. تعاقب العصور الجيولوجية، والحضارات والأحداث السياسية والاقتصادية، وما تبعها من تغيرات ديموغرافية وثقافية، كانت عامل رئيس في التغيرات التي طرأت على الغطاء النباتي. التغيرات المناخية التي حدثت منذ بداية عصر البلايستوسين أدت كذلك إلى تغيرات بيئية كبيرة القت بظلالها على حالة الغطاء النباتي والحياة البرية الحالية. وتواجد الإنسان بالمنطقة خلال المليوني سنة الماضية لعب دورا بالغ التأثير في تغيير الأنظمة الإيكولوجية. كما أن هناك مؤشرات كافية للقول بأن الغطاء النباتي بالمنطقة هو الآن في مرحلة انتقالية لتشكيل أوضاع جديدة مختلفة كثيرا عن السابق.